![نشأة-فكرة-الوقف](https://dartaqwa.org/wp-content/uploads/2022/04/نشأة-فكرة-الوقف.jpg)
19 أبريل خصائص نظام الوقف في الإسلام (الرّبّانيّة).
لقد اختصّ نظام الوقف الإسلاميّ بخصائص نالها بانتمائه إلى شريعة الله تعالى الّتي اصطفاها واختارها لعباده المؤمنين، فما نجده من خصائص في نظام الوقف في الإسلام؛ إنّما يمثّل فرعاً وامتدادًا لأصول وجذور خصائص هذا الدّين الإسلاميّ العظيم.
ومن هذا المنطلق سأتناول شيئاً من خصائص نظام الوقف في الإسلام، وهي تدلّ من يراها ويسمع بها على ما وراءها من بقيّة الخصائص الّتي لم أتعرّض لها هنا.فمن هذه الخصائص ما يلي:
أوّلاً: إنَّ نظام الوقف في الإسلام ربّاني، شرعيّ، غير وضعيّ.
فشريعة الوقف وأحكامه أمر بها ربّ العالمين سبحانه وتعالى، وتولّى شرعها للنّاس إكمالاً لأصول الدّين وفروعه الّتي رضيها لنا سبحانه، وإتماماً لنعمة الله تعالى علينا، يقول الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا). (1)، بينما لم يكن قبل الإسلام وقف لله تعالى وفي سبيله سبحانه كما هو في ظلّ الإسلام، قال الإمام الشّافعيّ رحمه الله تعالى: (لم يحبس أهل الجاهليّة – فيما علمته – داراً ولا أرضاً تبرراً بحبسها، وإنما حبس أهل الإسلام)(2)، وصفة الرّبّانيّة تُضفي على هذا النّظام أصوليّته وفضله، كما أنّ شرعيّته تنفي عنه تعرّضه لأفكار البشر وآرائهم وابتداعهم، فهو نظام أصيل بذاته جاءت نصوص نبويّة في تأصيله وتشريعه كما مرّ من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلّا من ثلاث: إلّا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)(3)، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أصاب عمر بخيبر أرضاً، فأتى النّبيّ فقال عليه الصّلاة والسّلام: “إن شئت حبّست أصلها، وتصدقت بها”، فتصدّق بها عمر: على أن لا يُباع أصلها، ولا يوهب ولا يورث، وإنّما هي صدقة في الفقراء والقربى والرّقاب وفي سبيل الله والضّيف وابن السبيل، ولا جُناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف، أو يطعم صديقاً غير متموّل فيه)(4)، وهذه الخصيصة أدت إلى اتساع نظام الوقف، وهو ما سنتكلّم عنه بالتّفصيل في قادم اللّقاءات إن شاء الله تعالى، فحتَّى ذلكم الحين أستودعكم الله تعالى الّذي لا تضيع ودائعه، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
No Comments